علاج ادمان الحشيش

ما هو الحشيش؟

يتم استخراج مخدر الحشيش من المادة الصمغية “الراتينج” من على أوراق وسيقان نبات القنب الهندي (Cannabis Sativa) وهو المسمى العلمي للحشيش ، والذي يتم زراعته في المناطق الاستوائية والمناطق المعتدلة ثم تجفيفه. ويحتوي الحشيش على المادة المسببة للهلوسة (THC) وغيرها من المركبات ذات الصلة التي تدخل مباشرة إلى مجرى الدم وتتوجه إلى الدماغ لتؤثر بشكل مباشر على مستقبلات خلايا المخ وتعمل على تغييب الوعي.

يُعتبر مخدر الحشيش هو الأكثر خطورة بين نظائره من المخدرات، ليس لأنه الأسوأ من حيث الأضرار ولا الأصعب من حيث التعافي منه، ولكن لأنه المخدر الأوسع انتشاراً في مختلف دول العالم خاصة بين فئة الشباب، ويرجع هذا لانخفاض سعره نسبياً وسهولة الحصول عليه إذا ما قورن ببقية المواد المخدرة.

ادمان الحشيش

في الماضي لم يكن الحشيش من المواد المخدرة التي تُسبب ادمان. إلا أن الأبحاث و الدراسات قد أثبتت أنه يسبب الإدمان إذا تم تعاطيه بانتظام لفترة من الوقت.

وفقاً لإحصاءات المعهد الوطني لتعاطي المخدرات فإن هناك نسبة تتراوح من 25% إلى 50٪ سنوياً من متعاطي المخدرات قد بدأوا رحلة الإدمان عن طريق تعاطي الحشيش كحل مؤقت للبُعد عن الواقع وتحقيق السعادة الكاذبة أو كأحد وسائل الاحتفال في المناسبات، إلا أنه بمرور الوقت لا يشعر متعاطي الحشيش أنه بدأ يتحول إلى مدمن. من الجدير بالذكر أيضاً أن حوالي 70% من مدمني أنواع المخدرات الأخرى الأكثر و الأسرع فتكاً بالإنسان كانت بدايتهم تعاطي مخدر الحشيش.

فى الواقع، الإدمان في حد ذاته لا يتعلق بنوع المادة المخدرة بل يتعلق بالسلوك الإدماني نفسه. إدمان الشعور الذي ينشأ عند الفرد من تعاطي المخدرات مما يجعله يعتمد عليه باستمرار و لا يستطيع التوقف عن التعاطي. هذا هو الفرق الجوهري بين المدمن والمتعاطي لمثل هذه المواد، فمُدمن الحشيش يظل دائما مُتخيل أنه مجرد مُتعاطي، ولذلك يكون علاج ادمان الحشيش والتعافي منه نفسياً في كثير من الأوقات أصعب من من المواد المُخدرة الأخرى مثل الهيروين و الكوكايين.

أضرار ادمان الحشيش

على المدى الطويل يسبب تعاطي الحشيش العديد من المشاكل الصحية و النفسية و الاجتماعية الخطيرة، ومن أبرزها:

  • يؤثر ادمان الحشيش على نسبة إدراك الإنسان ووعيه و يؤدي إلى حدوث ضمور بالمخ.
  • تدمير الرئتين ومضاعفة نسبة الإصابة بسرطان الرئة، خاصة فى حالة المدمنبن الذين يتعاطون الحشيش عن طريق الدخان من خلال لفه فى السجائر مع التبغ أو باستخدام طرق تعاطي أخرى تعتمد على استنشاق دخان الحشيش.
  • إتلاف الشعيرات الدموية الموجودة داخل الجهاز التنفسي مما يسبب تراكم المواد البلغمية وكثرة السعال مثل حالات داء الرئة التى تؤدي إلى الوفاة.
  • التوتر والقلق و ضعف التركيز و الخمول والكسل والصداع المستمر.
  • اختلال توازن المدمن بشكل مستمر بسبب تغيير عمل وظائف الدماغ وعدم قدرة المخ على التحكم في الأجهزة الأخرى بجسم الإنسان.
  • بؤدي تناول الحشيش إلى تناول الطعام بشراهة وأحياناً على النقيض تماماً يؤدي إلى فقدان الشهية و حدوث تقلصات بالمعدة.
  • يؤثر الحشيش على عمليات الإخراج في الإنسان ويجعلها غير مستقرة بين حالات الإسهال الشديد والإمساك الشديد.
  • ضعف القدرة الجنسية عن الرجال ، و اضطراب في الدورة الشهرية عند النساء ويقلل الحشيش نسبة إفراز هرمون التيستوستيرون ويزيد من معدل تشوه الحيوانات المنوية.
  • زيادة معدل ضربات القلب 4 أضعاف المعدل الطبيعي مما يزيد من فرصة حدوث الأزمة القلبية و الموت المفاجئ.
  • يُحفزْ الحشيش كل العوامل النفسية و العصبية التى تؤدي إلى الإصابة بمرض الاكتئاب المُزمن.
  • قد يصل الحشيش بالمُدمن إلى اعتلال سلوكي شديد على عكس طبيعته مما يؤدي به إلى ايذاء نفسه أو أسرته أو أصدقائه.
  • يجعل الحشيش إحساس الشعور بالذنب منعدم عنده مما يؤدي إلى زيادة معدل ارتكاب الجريمة والخطأ.
  • الحشيش أو الادمان بشكل عام غالبًا ما يصاحبه سلوكيات غير سوية قد تؤدي إلى انتقال أنواع خطيرة من العدوى مثل الايدز وفيروس الالتهاب الكبدي سي و فيروس بي.
علاج ادمان الحشيش فى مركز طريق الحرية لعلاج الادمان و الطب النفسي

يبدأ علاج ادمان الحشيش فى مركز طريق الحرية بمعالجة الأعراض الانسحابية للحشيش. و المقصود بالأعراض الانسحابية فى الادمان هي مجموعة من الأعراض الفسيولوجية التي تصيب المُدمن عند إقلاعه عن تعاطي المادة المخدرة أو المنشطة التى تعوَّد على تعاطيها بانتظام.

تشتمل الأعراض الانسحابية للحشيش على العديد من العلامات الجسدية والنفسية تتنوع ما بين الخمول الشديد وفقدان الشهية والنوم ربما لبضعة أيام ، بالاضافة إلى آلام شديدة بالعظام والعضلات ، الاكتئاب ، العصبية الزائدة وسرعة الانفعال.

لذلك فالتوقف المفاجيء عن تعاطي مخدر الحشيش لابد أن يكون تحت إشراف طبي و في مكان مختص في العمل على إخراج السموم من الجسم.

يعتمد الأطباء و خبراء علاج الادمان فى مركز طريق الحرية عند علاج مرضى ادمان الحشيش على برنامج علاجي دوائي ونفسي وسلوكي متكامل، و من أبرز مكوناته:

  1. تقييم حالة المُدمن الصحية والنفسية والاجتماعية ، و التى على أساسها يتم تعديل و تخصيص نقاط البرنامج العلاجي الأخرى.
  2. كورسات الأدوية التى تساعد فى مواجهة الأعراض الانسحابية لإدمان الحشيش و تقليل حدتها مثل مضادات الاكتئاب وأدوية اضطرابات الجهاز الهضمي ومضادات الأرق.
  3. برنامج غذائي صحي لتطهير الجسم من السموم، تم وضعه من قِبلْ أخصائيّ التغذية مركز طريق الحرية.
  4. ممارسة الرياضة و الأنشطة الترفيهية يومياً مما يعمل على تنشيط الدورة الدموية و زيادة سرعة خروج المخدر من الجسم، بالإضافة لتحسين الصحة النفسية للمريض.
  5. برامج و جلسات خاصة بالتعديلات السلوكية للمدمن.
  6. تثقيف وتوعية صحية خاصة تستهدف أسرة المدمن والمحيطين به.
  7. استشارات فردية للمدمن حسب حاجته.
  8. استعمال نموذج الاثنتي عشرة خطوة لدعم المدمن.
  9. اختبار مستويات المخدر في الدم بشكل دوري.
  10. تشجيع ودفع المدمن للاندماج في أنشطة بعيدة عن البيئة التي دفعته إلى الإدمان.
  11. حثّ أسرة المُدمن أو أصدقاؤه أو شريك/ة الحياة على توفير الدعم العاطفي و المعنوي بشكل متواصل له.
  12. التأكد من ابعاد المُدمن عن الصحبة السيئة التي ترتبط بتناول الحشيش.
  13. المتابعة الدورية للمريض بعد انتهاء العلاج للحرص على عدم حدوث أى انتكاسات تؤدى إلى عودته للادمان.